الـ “أن أف تي” بين الفن والاستثمار المالي

لا تزال الرموز غير القابلة للاستبدال (أن أف تي) موضع جدل كبير بين مؤيد لها ومعارض. فهناك من يعتبرها فناً وهناك من يعتبرها استثماراً مالياً بعيداً عن الفن. ما هي تأثيراتها على البيئة والأسواق المالية وغيرها؟

سياسة الولايات المتحدة تجاه الـ “أن أف تي”

أصدر مكتب الولايات المتحدة الأمريكية للأخلاقيات الحكومية (أو جي إي) توجيهات جديدة تتعلق بالرموز غير القابلة للاستبدال (أن أف تي). تهدف هذه التوجيهات إلى منع استخدام هذه التكنولوجيا من قبل كبار المسؤولين الحكوميين لتفادي التصريح عن أملاكهم، وبالتالي التهرب الضريبي. فأوجبت على هؤلاء المسؤولين ضرورة التصريح عما يمتلكونه من الـ “أن أف تي” إذا كانت قيمتها تتجاوز 1,000 دولار، أو إذا كانت عائداتها السنوية تتخطى 200 دولار حتى لو كان ثمنها أقل من 1,000 دولار.

فن أو استثمار؟

يشكل هذا التشريع دليلاً على أن الحكومات حول العالم بدأت بالاعتراف بوجود الـ “أن أف تي”، وصار التعامل معها على أساس أنها قيمة استثمارية أكثر من كونها مجرد عمل فني. وبطبيعة الحال سوف يؤثر هذا الأمر على هذا النوع من الممتلكات، ذلك أنها ترتبط بغيرها من العوامل التي تؤثر عليها وتتأثر بها، ومنها العملات الرقمية، التحويلات المالية، وحتى ألعاب الكازينو اون لاين.

الجدل الذي لن ينتهي

تشير الدلائل إلى أن الجدل حول جدوى الـ “أن أف تي” لن ينتهي. فالمعارضون يقولون إن هذه الرموز لا قيمة مادية لها طالما أن بإمكان أي كان مثلاً حفظ نسخة رقمية عنها في جهاز الكمبيوتر، وهي بالتالي باهظة الثمن دون فائدة. بينما يدافع المؤيدون لها فيقولون إن لهذه الرموز قيمة فنيّة وكذلك مادية قابلة للازدهار والاستثمار، وسوف تزداد التشريعات والقوانين التي تنظمها وترعاها، وأنها لم توجد لتندثر تماماً مثل العملات الرقمية.

الملكية الرقمية والـ “أن أف تي”

ليست الـ “أن أف تي” أول ملكية رقمية تثير الجدل. ولا شك أن قوانين الحماية الفكرية للممتلكات الرقمية ستزداد وتتطوّر، وسوف تشمل دون شك ملكية الـ “أن أف تي”، فالأشخاص الذي يملكون هذه الرموز الرقمية يريدون أن تكون حقوقهم محفوظة بقوة القانون. لا بل إن هذه القوانين سوف تحفز على خلق سلع رقمية أخرى مثل الألعاب الإلكترونية والبرمجيات وغيرها وتداولها.

تأثير الـ “أن أف تي” على المقامرة عبر الإنترنت

كما كان دخول العملات الرقمية عالم الكازينوهات أون لاين منعطفاً أساسياً، فإن الـ “أن أف تي” قد بدأت بالفعل في دخول هذا المجال والتأثير عليه، فظهرت بعض الكازينوهات التي تشترط امتلاك “أن أف تي” للدخول واللعب، وحصرت عمليات الدفع والتحويل بالعملات الرقمية دون سواها.